كَلْب عَرْبِي
يَا
وخَيّاني صَارتلِي غرِيبَة و مَانِيش عَارف لِتوَّا حلْم ولَّا حقِيقَة ! نهَار
الخميس إلّي فَات، خلِّصوا عليَّا رِفاقِي فِالمِحْنَة حَارتين عارقين (بعد مَا قصّولي آك
الماتين دينار متاع "لاَ أمل" فالخِدمَة ...)
و روّحت خُوكم كالعَادة و العوَايد شايخ عامل "بُون كِيف". دُوب ماوصلت
للدّار نلقى الكَلب العَربِي إلّي مونَّسْنِي فالدَّار مرِيض ومتغشّش و ماكْلَاش
نهَار كامِل و حزِين رزِين و ماحبّش يحكي معايَا. رَانِي خُوكم دُرْت بيه جميع الطُبَّة
وحارُوا فيه!
ايه
عَادَ رصَّاتلي هزّيتو لعزَّام رُوحانِي. شَاف منَّا .. قلِّب من غادِي .. و
قالِّي : "يا خُويا، كلبِك عندُو أزمة نفسيَّة حادّة.. عندُو مشكلة
"هويّة" !
أيَّا
روّحت بِيه للدَّار، بَشْبِشْت بِيه وقُتلُوا : فرَّغلي قلبِك يا عشِيرِي. آخِي
تلفَّتلي وعطَاني خَزرَة حمَّمْلِي بِيهَا قَلبي وقال :
يا
سِيدي خُويا، آش بَاش نحْكِي و آش باش نقُول ؟! خُوك مَانِيش عارِف أنا شكُون و
مَانيش عارِف شنُّوَة أصْلِي وَلَا مَفْصلِي !!
آخي
قُتلُو : "يا وِلْدي رَاك كَلب وِلد بلَاد أباً عن جَدّ .. و التَّاريخ شاهِد
علِيك مِن عَهد البَرْبَر و الكَاهنة لمَاسينِيسَا السفَّاح و حنَّبعْل و علِّيسَة
و جدُودِك خَلطوا على الزَّازِية الهلاليَّة و الفَرَنسِيسْ و حتَّى على
"زعبع" و "ليلى" ! آش أكثر من هكَّا هويَّة يا كَلب !
آخي
هبّط رَاسُو ودمّع و قالّي : شُفت كِي مَافهِمتِنيشْ .. امَّالا تنجِّم تقُلّي
علَاش إسمي "كلب عربي" ؟!
خًوكم
إتمَسْمِرت ومَالقِيت مَانجاوِبْ ! آخي تبسَّملِي عشيرِي وقالِّي :
توَّا
نفسِّرلك يا مَغبُون. أنا خُوك كُنت كلْب "بِرِّي" و
"دَامِي"، كُنت نعِيش فِالْخلاَء حُرّ طليق شَايِخ عامل "ستَّة و
ستّين كِيفْ". يخَافُوا منِّي مالنمَّالة لِلفِيل و نحوِّس في بلادي من تَطاوِين
لكِسرَة، و مسكِين إلِّي تجِي لَحْمتُو بينْ أنْيَابِي .. باللَّازمَة كَانِت
عندِي عضَّة مَا فِيهَا حتّى دوَاء .. آخي
نهَار جَانِي ابن آدم كَلب وِلد كَلب و
حَبّ يرُدّنِي كِي دجَاج الماكِينة ! معنَاها نَحَّالي حُرِّيتِي بِبرشَة
عَقَاقِرْ و وسُحُورَات لِينْ تبدَّلت و تحوِّلت و ملِّي كُنت كلْب
"مَاذِي" و "شرَّانِي" ولِّيت "كَلب رخِيص"،
نتَنْكِس رَاسِي لِمِنْ هَبّ وَ دَبّ ! ومَا نِسْمَعْ كَان كلْمة "شِرْ ..
شِرْ" إلِّي سنّسِتْنِي كَان بالذِلّ. وَ مِن وَقْتهَا عِينِك مَاتْشُوف
إلَّا النُّور .. بَدَاوْ هَالزّنُوس يِتْخَاطفُوا فيَّا و كُلّ واحِد يزِيد
يَعمِلِّي عمليَّة بَاش يرُدّنِي عَلَى كِيفُو و عَلَى قيَاسُو. الحَاصِل، إلِّي
سمَّاوْنِي كلب "مِيزُونِي" و إلِّي سمَّاوْنِي كلب
"سُلُوقِي" و إلِّي سمَّاوْنِي كلب "سُوري" .. و اللِّيستَا
طويلَة .. و كُلّ جمَاعَة جُدُد يُوصلُوا مَايعجِبهُمِش الإسْم القدِيم، يولِّيوا
يبَدّلُوه عَلَى كِيفْهُم. لِينْ نهَار مالنّهَارَات وَلَّى مَنظِرِي مَايشبَّهْ
لِشَيْء و مَالقَاولِيش إسْم يوَاتِينِي !
ايه
عَادَ قعدت عَلَى آك الحَال لِينْ نهَار وَأنا رَاقِد "نِجبِدْ فِيه
خمِيرِي" وهدًّوا عليَّا رُهُوط جُدُد أوِّل مرَّة نشُوفهُم. هالجَمَاعَة
يقُولُولهُم "عَرَبْ". إلِّي وقِّفْلِي مُخِّي إنُّو غَرَامْهُم
يِنْسبُوا كُلّ شَيء لِيهُم ويسمِّيوا كُلّ شَيء بِاسْمهُم .. بَاهِي ولاَّ خَايِب
! آش خلَّاهم يسَمِّيوني أنَا الكَلب وِلد كَلب : "كَلب عَربِي" !
ومِن
وَقتهَا وأنا عشِيركْ الكَلب نعَانِي في هَالإِسم. "العَرَب" الكُلّ
تسبّ فيَّا وكُلّ وَاحِد مِنهُم كِي "يِتنَرفِز" يحُطّ غُلُّو فِيَّا
ويزِيد يقُلِّي "زَايِد .. حتَّى إنْتِ إِسْمِك "كَلْب عَرْبِي" !
حَاصِيلُو مَافهِمْت شَيء ! جمَاعَة مُرضَى .. و زادُوا مرّضُونِي معَاهُم !
معَقّدِين و زادُوا عقّدُونِي معَاهُم !! وولاَّت عندِي "أزمة هويَّة" !
آيَّا
برَّا يا زمَانْ وايجَا يا زمَانْ، جَاتْنِي آكْ النّهار فُرصة حيَاتِي بَاش
نِتخَلِّص مِن هَالِإسم إلِّي وحِلْت فِيه و لصّقُـوهُولِي بالسِّيف و مشِيت أنَا
و الكلَاب إلِّي كِيفِي حَبِّينا نرَجِّعُوا إسمنا الحقَّانِي إلِّي
هُوَ "كلْب زوَّالِي" وَلاَّ "كلْب" وَرَاهْ نُقطَة و إرجَع
للسَّطر.
أيَّا
سيدِي خُويَا خَرجنَا "كُونْفَه وَحْدة" و عملْنَا "قَصَّة
عَربِي" عَالبَطحَاء "الُّلوطَانيَّة". يَاخِي نَلقَى الكلْب
نسِيبِي سَابقًا (إلِّي كَان مَاخُو الكلْبة الدَّامية أختِي الغَاليَة) لاَصِق
وَراء "جِرْو" وِلد حُومِتنا .. يَاحلِيلِي ! و متزَعّمِين كَمشَة كلاَب
يَنبحُوا عَلى حقّهُم بَاش يعرّسُوا ببَعضهُم. خُوك مِالخُوف لاَ تِلصَق فيَّا
"كُنَّايَة" أُخرَى (و أنَا مُوش نَاقِص)، كبِسْت الخُطوَة و ساقيَّا
أعلَى مِن رَاسِي لِينْ وصلْت لِلبَطحَاء "الفُوقَانيَّة". إِيه غَادِي
وقفْت بَاش نَاخُو نفَسْ، يَاخِي نَلقَى شطَرْ الكلَاب إلِّي كَانُو معَايا مَا
فمَّاش ريحتْهُم . ظَاهرلِي طَلعُوا عَاجبتْهُم حكَايِة البَطحَاء الُّلوطَانيَّة
و كَانُو يتَلّفُوا فالجُرَّة !
أيَّا
قُلْت مُوش مُشكِل .. إلِّي حَضَر يزَزِّي. و يَا وخيَّانِي علَى التَّلفِيتَة
نلْقَى البَطحَاء "الفُوقَانيَّة" تمْلَى و تَفرَّغ. الحكَايَة
و مَا فِيهَا إلِّي الكلَاب بنِي عمِّي مِالرّضَاعَة مِن "رَاطِسْة الشَّعر
المَغوِّف" مِتوَاحْلِينْ معَ أولَاد خَالِي مِن "رَاطِسْة الشَّعَر
القصِير" و شادِّين في خنَاقْ بعضْهُم. جمَاعة عَاليمِين يحبُّوا الأَكحِلْ
و مخَطِّطْ بالأَبيِضْ و لُوخْرِين عَاليسَار شادِّين فِي الأَحمِرْ و مخَطِّطْ بالأَبيِضْ. هُو الحَقّ مُوش فِيهُم
آمَا فِي إلِّي يقَدّسُوا الألْوَان وعَملُولهُم "طَاولَة و كرَاسِي" و
نسَاوْ إلِّي كرَامة الكلْب مقدَّسة زَاده (كَان مُوش أكثِر) و مَا عملُوش
"حُبارَة" و قضيَّة باش يرجّعُولي حقِّي ككَلْب من كلَاب هَالكَوكِب في
التَّهبْهِيبْ و المَاكلَة و المَشْيَان للطّبيب ! أنا هكَّاكة مازِلت
"مُزبهِلْ" و نفِيقْ كَان بالكلَاب إلِّي تَابعِينِّي فَصعُوا و كُلّ
كلْب مِنهُم "هَزِتُّو النَّعرَة" و دخلُوا فِالمَعْمعَة و كُلّ سَاق
شدِّت أُختهَا.
إيه
عَادَ نلقَى رُوحِي وحْدِي "كلْب بلَا وَالِي" و رصَّاتلِي مكمِّل
المَسِيرة كِالمكْلُوب نجْرِي و نِنبَحْ : "رَانِي كلْب زوَّالي و
مَاعَنبَالِي .. هَبْ هَبْ .. خَرّجُونِي مالفقر والبطَالة إلِّي فيهُم نعَانِي ..
هَبْ هَبْ .. حتَّى لِينْ وصلْت بَحْذَا خَزْنِة الضَّوء فِي رَاس نهْج
"الخَلِيج". آخِي نلقَى جمَاعَة "نَهْضُولِي" بَعد مَاكَانُوا
قاعدِين وتخَمّرُولِي و ولَّاوْ هَايجِينْ وكلاَوْنِي بطرِيحَة "نبّاش
القبور" و زِيد قَالُولِي : "زَايِد مايُنكُر فِي أصلُو كَان الكلْب ..
إنت "كَلْب عَربِي" قبَل كُلّ شيء، أحبّ من أحبّ و كَرِخَ من كَرِخْ
(كيمَا قال المرحُوم)!
الحَاصِلْ
ومُخّ الهَدرَة، هَالمَكْلبَة جَاوْ "كرَّاية" ولاَّوْ
"ملاَّكة" .. وَقْت إلِّي جُدُودِي الكلاَب الأصليِّين متَاع "هَا
طَبِّة الأرض" يبنِيوا و يشيّدُوا في الحَضارَات، هُومَا وقتهَا يَسرحُوا
بالإبل في الصّحراء و يُشربُوا فِي بُولْهَا ! و كِيما يقُولُوا فِيهَا :
"وآش جَاب إلِّي لَابِس صبَّاط وآش جَاب لِلِّي ساقُو حفيَانَة !
آمَا
هُو مَابِينَاتنَا خِيرْ كِي يُقعِد إِسمِي "كَلْب عَرْبِي" ..
عَالأقَلّ السبَّة تِمشي لِمَّالِيهَا و فِي بلاصِتْهَا !
و
كيمَا تقُول "جِدَّايْ الكَلبَة شِرْشِرْ" : إلِّي لِيكْ لِيكْ ..
وإلِّي خَاطِيكْ خَاطِيكْ.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire